بحر مرمرة هو ذاك البحر الصغير الذي يتواجد كلياً داخل الحدود البحرية التركية وهو أرث تركي اصيل وتُعتبر تركيا هي المالك الوحيد لهذا البحر .
يقع بحر مرمرة في شمال غرب تركيا ويفصل بين الجزء الآسيوي والجزء الأوروبي لمدينة اسطنبول ، ويتصل بحر مرمرة ببحر ايجه عبر مضيق تشاناك كالي (الدردنيل) ، وبالبحر الأسود عبر مضيق البوسفور وهو أقرب بطبيعته الى شكل طبيعة البحر الأسود ، وقد جاءت تسمية مرمرة من الجزر الرخامية الصغيرة الموجودة فيه ، وتعود بالأصل الى كلمة مارماروس الرومانية التي عرف بها في الفترة ما بين 6500 و 7000 قبل الميلاد ضمن تاريخ اسطنبول .
وقد وجد في قاع بحر مرمرة حطام ميناء ثيودوسيوس البيزنطي ، وحطام سفن بيزنطية وعثمانية وسفن تتبع لخير الدين بارباروس القائد العثماني الشهير .
وتقُدر المساحة الإجمالية لبحر مرمرة نحو 11.350 كيلو متر مربع ، بطول 225 كيلو متر وعرض 65 كم عند أقصى اتساع له ، كما يبلغ أقصى عمق له 1270 متر ، ويعيش في البحر أكثر من 600 نوع من الكائنات الحية كالفقمة سوداء الظهر وبعض أسماك القرش والسلاحف البحرية ، مما جعل له أهمية كبيرة في مجال الصيد على اختلاف العصور بداية من العهد البيزنطي مروراً بالعثماني وانتهاءاً بالدولة التركية التي شهد عهدها تراجعا كبيرا في قيمة الإنتاج ويُعد عامل التلوث أهم العوامل المؤثرة في هذا التراجع ، هذا وقد سجلت الأسماك المصطادة من بحر مرمرة نسبة 8.38% فقط من انتاج تركيا للسمك في عام 2010 .
ومع تراجع الصيد والقيمة السمكية في بحر مرمرة ، زاد الاهتمام فيه كمصدر جذب سياحي والاعتماد عليه في عمليات النقل بين مدن اسطنبول ، بورصا ، يالوا عن طريق العبارات السياحية واليخوت الفاخرة ، كما تشكل جزر الأميرات مركزاً مهماً في قلب البحر حيث أصبحت المكان السياحي الأول ومقصد أساسي لعدد كبير من السياح العرب والأجانب .
تحيط مدن اسطنبول و بورصا و يالوا و باليك كسير و تشاناك كالي و كوجايلي و تيكيرداغ ببحر مرمرة من الشرق ومن الغرب ، وتوجد لكل المدن مرافئ وموانئ لنقل المسافرين والبضائع ولصيد السمك أيضا ، ويغذي بحر مرمرة عدداً من الأنهار أهمها نهر سوسورلوك الذي ينبع من هضبة الأناضول .
في عام 1988 تم اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في البحر واصبح يُعد منجم الغاز الطبيعي الأول في تركيا ، وقد تأسست مشاريع استخراج غاز مرمرة لأول مرة في عام 1997 .