ان من يمر بمنطقة الفاتح سيرى تاريخها العريق وهي من أولى المناطق التي تأسست في
اسطنبول وقد سميت أيضا ب”سورإتشي” اي ما داخل الأسوار باللغة التركية . وهي منطقة تتوسط القسم الأوربي من اسطنبول حيث تلتقي قارتان من العالم القديم بمضيق بحري تتربع الفاتح على شاطئه الغربي وتطل على
البوسفور و
بحر مرمرة وهي منطقة واسعة وكبيرة تصل مساحتها الى حوالي 15.62 كيلو متر مربع ،وقلما يزور مواطن عربي مدينة اسطنبول التركية دون ان يحط الرحال في منطقة الفاتح
وتحتوي منطقة الفاتح الكثير من المحال التجارية والمطاعم والمقاهي وأهم مايميز هذه الأماكن قربها من أبرز الاماكن السياحية والتاريخية والأسواق المركزية ويستهدف المقيمون العرب منطقة الفاتح لتوسطها قلب المدينة ولغلبة الطابع الإسلامي عليها وانتشار الأمن فيها وسميت بالفاتح نسبة الى السلطان العثماني الذي تمكن من فتح المدينة سنة 1453، وبعدها امر باعادة إعمار الأسوار ،وبنى الكلية التعليمية وجامع الفاتح أحد أهم معالم المدينة ويقع جامع الفاتح في مكان مرتفع يمكن رؤيته من عدة مناطق بإسطنبول ويشكل مكانا هاماً للأتراك والسياح وتم تشييد المسجد بين عامي 1462 و 1470 من قبل محمد الفاتح الذي وضع نهاية الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرت أحد عشر قرنا ، وقد تم بناء مسجد الفاتح على موقع الكنيسة المقدسة بعد أن تم هدمها ،ويعد المسجد مثالاً عظيما على فن العمارة الإسلامية والتركية في وقت بناؤه وأشرف على بناؤه المعماري الشهير سنان باشا وتأثر الجامع بالزلزال الذي هز اسطنبول وإنهار قسم منه ،وفي عهد السلطان مصطفى الثالث أوكل ترميمه إلى أشهر المهندسين المعماريين في تلك الفترة طاهر آغا ، وأتم إنهاء الترميم في عام 1771 واما الخطوط والآيات القرآنية فكانت من نصيب الخطاط يحيى الصوفي وابنه علي بن صوفي . ويوجد في الفاتح مسجد وحديقة ياووز سلطان سليم الذي كان في زمن الدولة العثمانية سوقاً للأحصنة وفي وقتنا الحالي حولته بلدية الفاتح إلى منطقة حيوية تعج بالمقاهي وأماكن الترفيه والتسلية ، ويوجد ايضا جامع مسيح علي باشا وجامع الخرقة الشريفة وهو من أقدم المساجد وأجملها ، وفيه عباءة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أهداها إلى التابعي أويس القرني ، وفي عهد السلطان أحمد الأول تم إحضارها إلى اسطنبول حيث بنى منزلا لوضعها فيه ، وفي عام 1851 بنى السلطان عبد المجيد جامع الخرقة الشريفة ويتم عرض العباءة الشريفة للزوار في شهر رمضان المبارك في الطابق العلوي من الجامع .
وتحتوي منطقة الفاتح على أسواق هامة تميزها عن غيرها من المناطق بسبب تنوعها وتوفر كافة المنتجات وأيضا تعد مزار سياحي وتاريخي لوجود الكثير من هذه الأسواق في شوارع تحمل الطابع التراثي والتاريخي لتركيا القديمة فيستمتع المتسوق بالتجوال وكأنه يسير داخل التاريخ ومن اشهر الأسواق بازار الفاتح في فلوريا ويشتهر بين الأتراك باسم “ بازار الأربعاء “وهو يتألف من 7 شوارع رئيسية و17 شارع فرعي ومن أزقة وحارات تاريخية تشعر بالاستمتاع والتجول داخلها . وسمي بهذا الاسم لأنه يكتظ بالبائعين يوم الأربعاء و منهم البائعون الجوالون ويحرص زوار حي الفاتح على زيارة سوق النساء وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان مكان لبيع منتجات النساء المحلية التي يصنعنها في منازلهن في فترة تأسيسه .أما الفترة الحالية فيستخدم هذا السوق لبيع المنتجات المحلية الصنع كالجبنة البلدية ومختلف انواع البهارات وتنتشر في هذا السوق المطاعم التي تقدم أشهى الأطباق وألذها .البازار الكبير وهو واحد من أقدم الاسواق المغطاة في جميع أنحاء العالم ويجذب عدداً كبيرا من الزوار يوميا ويقدم البازار مجموعة واسعة من السلع من المجوهرات والسجاد والسيراميك إلى المواد الغذائية والملابس حتى وإن كان الزائر لا يرغب في شراء اي شئ فقضاء يوم واحد سيراً على الأقدام لزيارة المحلات التجارية هناك سوف توقظ بالتأكيد كل حواسه وتكشف له عن الجو الرومانسي في اسطنبول القديمة برفقة جرعة من الأصالة .