هل سمعت عن جامع العرب في اسطنبول من قبل؟

لا شك ان مدينة اسطنبول قبلة السياحة في تركيا المفضلة للجميع، ولأنها كانت عاصمة السلطنة العثمانية فقد بنيت فيها الكثير من المساجد والجوامع ، ولكل منها قصة واصل وتاريخ ، ولهذا سنتحدث هذه المرة عن جامع العرب في اسطنبول الذي اقيمت فيه اول صلاة للمسلمين القادمين من بلاد العرب في اسطنبول و يقع المسجد في منطقة بيه اوغلو في غلاطة قريباً من القرن الذهبي ويمكن الذهاب إليه بسهولة من ساحة تقسيم المعروفة احد اهم الوجهات السياحية في تركيا

تاريخ جامع العرب

تختلف الروايات حول من ومتى بنئ جامع العرب 

حيث إحداها تروي بأن السلطان محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية كان المسجد كنيسة للدومانيك، وحوّله بعد الفتح إلى جامع، وبعد 20 عاماً من هذا الوقت تمّ ترحيل العرب من الأندلس في إسبانيا ووضعهم بمناطق مجاورة للجامع، ليتم تسميته بـ”جامع العرب.

أما الرواية الثانية والاقوى والتي تعتبر الشبه مؤكدة

تعيد تاريخ بناءه لعام 717 ممن قبل جيش اسلامي أتى إلى إسطنبول التي كانت تسمّى القسطنطينية آنذاك لفتحها وتحريرها من يد البيزنطيين

حيث تم حصارها  سنة 95 هـ قرابة عام كامل من البر والبحر. دون أن يتمكنوا من دخولها ولكن استطاعوا السيطرة على منطقة غالاطة فقط. وإثر ذلك تم عقد اتفاق بين الجيش الاسلامي والإمبراطور البيزنطي “ليون” ينص على بناء جامع في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسلامي واستخدامه لأداء عباداتهم. وأدى المسلمون عباداتهم في جامع العرب مدة 7 أعوام تقريبا، انتهت بعودة الجيش الإسلامي إلى بلاد الشام.

تحول الجامع بعد مغادرة الجيش الإسلامي بمدة طويلة إلى كنيسة لأتباع مذهب “الدومانيك”. وأصبح تابعا لروما الغربية وسمي بـ “سالن بالو”.

تصميم جامع العرب في اسطنبول 

وفي عام 1453 تمكن السلطان محمد الفاتح من فتح القسطنطينية، ليتم  إعادة تحويل الكنيسة إلى جامع مرة أخرى وبنوا له منبراً. وسمته الدولة العثمانية بـ “جامع العرب”، وأجرت عليه تغييرات كبيرة.

صمم هيكل الجامع على الطراز الاندلسي القوطي  بشكل مستطيل، ويقف على 22 عامود خشبي، وله منارة واحدة ومكون من ثلاثة طوابق. منبره من الرخام وجدرانه من القرميد والحجر بالاضافة للزخارف الاسلامية والطابع الكنسي لداخله ونوافذه الملونة

يتميز المسجد أيضاً بشكل مئذنته التي تشبه مئذنة الجامع الأموي الموجود في دمشق والذي بني في وقت قريب من بناء هذا الجامع

شهد عمليات توسيع وترميم عديدة من قِبل زوجة السلطان مصطفى الثاني، صالحة سلطان، عام 1734، وثم من قِبل ابنة السلطان محمود الثاني، عادلة سلطان، قبل أن يتخذ الجامع شكله الحالي، نتيجة أعمال ترميم بين عامي 1913، و1919.

ويقع قبر مؤسس الجامع، القائد الإسلامي مسلمة بن عبد الملك في جوار الجامع