يعتبر جامع ومتحف آيا صوفيا من اجمل الاماكن السياحية في اسطنبول ويسمى Hagia Sophia في اللغة التركية وآيا صوفيا صرح ديني مهيب يعظمه سكان البلاد من المسلمين والمسيحين على السواء .
وقد كان متحف آيا صوفيا من أشهر الكنائس المسيحية والتاريخية في العهد البيزنطي بحيث بدأ الامبراطور جستنيان ببناء الكنيسة في عام 532 ميلادي تقريباً وانتهى من البناء بعد خمس سنوات في عام 537 ميلادي ، وقد بقيت آيا صوفيا تمثل الكنيسة الرسمية للدولة المسيحية البيزنطية وجوهرة عاصمتها القسطنطينية رغم تهدمها واحتراقها أكثر من مرة ، الى أن فتح السلطان العثماني محمد الثاني الشهير محمد الفاتح المدينة عام 1453 ميلادي ، فغير اسمها الى اسلامبول ودخل الكنيسة فصلى فيها أول جمعة بعد الفتح وجعلها مسجداً كبيراً يرمز في الاتجاه المعاكس لقوة الدولة العثمانية وسيطرتها وبقيت مسجداً لمدة 481 سنة تقريباً .
وقام مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك بتحويل مسجد آيا صوفيا الى متحف عام 1934 ميلادي ، هذا وقد منع الأذان في آيا صوفيا عند تحويلها الى متحف حتى عام 2012 حيث رفع الأذان في آيا صوفيا لأول مرة بعد 78 عام من منعه وذلك في ذكرى يوم فتح اسطنبول .
وقد شيدت آيا صوفيا عند مدخل مضيق البوسفور في القسم الأوربي من مدينة اسطنبول ويعرف موقعها اليوم بمنطقة السلطان أحمد التاريخية بالقرب من مسجد السلطان أحمد أو المسجد الأزرق الشهير ومن الحديقة الخضراء والنافورة وساحة سباق الخيل المعروفة باسم الهيبودروم كما أنه قريب من قصر توب كابي الشهير الذي يحتوي على آثار الرسول عليه الصلاة والسلام وقريب من سوق أراستا بازار الشهير المليء بمحلات التحف والهدايا والذي يبعد 300 متر تقريبا من متحف آيا صوفيا .
عندما بنيت آيا صوفيا كانت تراد لها – من الناحية المعمارية – ان تكون أكبر كنيسة مسيحية ودليلاً على المقدرات التقنية المتقدمة للإمبراطورية البيزنطية السائدة آنذاك .
ويضم مبناها -الذي استغرق إنشاؤه خمس سنين ويمثل إحدى روائع الفن البيزنطي– قبة واسعة يبلغ ارتفاعها 55.6 مترا وقطرها 32 متر، وقائمة على اربعة أعمدة ضخمة يصل ارتفاع كل منها 24.3 متراً ، هذا إضافة الى جدران بُنيت من الرخام المستجلب من بلدان عديدة ، وزينت بالفسيفساء الذهبية اللامعة و الأحجار الملونة ، ويبلغ طول المبنى الرئيسي 82 متراً وعرضه 73 متراً وارتفاعه 55 متراً ويدخل إليه من تسعة أبواب وقد غُطي سطحه بأحجار الفسيفساء ، وزينت الجدران – بعد تحويله إلى مسجد – بكتابات للخطاطين العثمانيين ، كما أضيفت لها اربع مآذن اسطوانية الشكل على الطراز العثماني .
يحتوي متحف آيا صوفيا على العديد من الزخارف الاسلامية مثل كلمة لفظ الجلالة الله جل جلاله واسم النبي محمد عليه السلام وعلى أيقونات مسيحية أعلى السقف مثل أيقونة مريم العذراء بالإضافة الى لوحات فسيفساء الفن البيزنطي وبعض قبور السلاطين العثمانيين وعلى محراب وعواميد وقبة كبيرة وضخمة و٤ مآذن ضخمة كبيرة للأذان .
ينظر الى آيا صوفيا باعتبارها معلماً أثرياً عالمياً يعكس تنوع الإرث الحضاري لمدينة اسطنبول التي تقع على نقطة تقاطع حضاري بين الشرق والغرب وكانت على مر التاريخ عاصمة للإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية وقد ادرجتها منظمة اليونسكو الأممية عام 1985 ميلادي ضمن قائمتها لمواقع التراث العالمية وهي مقصد سياحي ديني للملايين ، ومن الناحية الاقتصادية تأتي آيا صوفيا في المركز الثاني بين المتاحف التركية الأكثر جذبا للسياح ، وتعني كلمة آيا صوفيا الحكمة المقدسة .
يحتوي القسم الخارجي على مدافن وقبور السلاطين ، المدرسة الابتدائية ، شلال وحنفيات الوضوء ، غرفة الموقتين ، المآذن ، الدعامات الخارجية ، بناء الخزينة ، بيت الفقراء ، مدرسة الفاتح وأما القسم الداخلي فيحتوي على : قبة آيا صوفيا المركزية ، اللوحات والرسومات الفسيفسائية لوحات الخطوط ، المحراب ، المنبر ،غرفة السلطان ، غرفة المؤذن ، مكتبة محمود الأول ، الجرات الرخامية ،عمود الأُمنيات ، بوابة الإمبراطور وبعض الاقسام الأخرى .