منه بدأت ملامح المعمار العثماني تتشكل وتتطور ومنه استوحت باقي مساجدها الشهيرة فكرتها وتصميمها “جامع الفاتح” علامة الدولة العثمانية الفارقة في التاريخ الحديث.
جامع الفاتح في اسطنبول… أيقونة السياحة والعبادة
في القرن الذهبي يتربع المكان الذي يمثل العصر الذهبي للدولة العثمانية وفيه يرقد صاحب الفضل في وجود اسطنبول اليوم ومن لقبه الأشهر استقى اسمه مسجد “السلطان محمد الفاتح” علامة الدولة العثمانية الفارقة في التاريخ الحديث.
بني مسجد الفاتح في أواسط القرن الخامس عشر للميلاد وذلك عقب فتح القسطنطينية وبأمر من فاتحها السلطان محمد الثاني او محمد الفاتح والذي يحمل المسجد والمكان اسمه وقد طلب أن يتم بناؤه في موقع كنيسة بيزنطية قديمة كانت قد دمرتها الحملة الصليبية الرابعة.
وقد أشرف على البناء المعماري (عتيق سنان).
يعتبر مسجد الفاتح ومجمعه ككل أول وأكبر أمثاله من مساجد الدولة العثمانية حيث منه بدأت ملامح المعمار العثماني تتشكل وتتطور ومنه استوحت باقي مساجدها الشهيرة فكرتها وتصميمها.
لكن البناء القائم اليوم هو بناء مختلف عن المبنى الأصلي للمسجد إذ أعيد اعماره بشكل شبه تام في عهد السلطان مصطفى الثالث عام 1771م بعد أن دمرته الزلازل المتتالية لينتج عن هذا بناءً يحمل روح العمارة العثمانية القديمة والحديثة معاً ويتميز عن بقية المساجد الأخرى بهذا التدرج المعماري التاريخي في بنائه.
يعد الفاتح مجمعاً متكاملاً وهو الأكبر بين المجمعات الأخرى المشابهة وذو الأهمية الأكبر أيضاً سياحياً وتاريخياً إذ يعتبر مجمعاً دينياً ومركزاً اجتماعياً وسياحياً في آن حيث يشمل مدارساً ومكتبة ومشفى وفنادق وسوق كبيراً بالإضافة للحمامات التركية ومقامات وأضرحة لشخصيات تاريخية عديدة “أهمها بالطبع ضريح السلطان “محمد الفاتح”.
بني المسجد بداية على شكل مربع بضلع يمتد على امتداد القرن الذهبي تعلوه قبة كبيرة مركزية معلقة بأربعة أقواس لكن البناء الحديث الذي حافظ على الشكل المربع أدخل فيه تعديل على تصميم القبة لتحاط بقبب صغيرة تتكئ إليها القبة الكبرى ولم يبقى من البناء القديم سوى المدخل والأجزاء السفلية للمآذن بالإضافة لضريح السلطان الفاتح في باحته الجنوبية محاطاً بسور كتب عليه حديث ينسب للرسول “محمد” (ص) عن فتح القسطنطينية.
للمسجد مئذنتين فقط أخذت شكلها باروكي الطراز بعد الترميم الأخير وأما داخل المسجد فهو على غرار جميع المساجد العثمانية بالزخارف الاسلامية وتصميمه الداخلي من منبره إلى محرابه.
يقع المسجد في بلدية الفاتح أكبر بلديات اسطنبول والتي تقع في القرن الذهبي ويحيط به سوق الفاتح الشهير والذي تغلب عليه الجاليات العربية بشكل خاص من أصحاب المحال والمطاعم وإلى الزوار والسياح يفتح المسجد أبوابه للسياح والمصلين في جميع الأوقات.
اذا كنت راغباً بعيش أجواء الشرق والعرب في اسطنبول بالاضافة لتتعرف على العمار العثماني بمرحلتيه وتشعر بعظمة الحضارة العثمانية في أوجها
بالتأكيد الفاتح هو ماتبحث عنه