كان السلطان عبد الحميد الثاني رجلاً هادئ المزاج ، وكان ينحني قليلا الى الأمام عندما يمشي أو يجلس ، وكان يستمع كثيرا ويتكلم قليلاً ، وكان يبدي احتراما للذين يتحدثون معه وكان لطيفا مع الجميع ، بارعا في معرفة أفكار وأحاسيس الآخرين ويتمتع بذكاء قوي .
ولد السلطان عبد الحميد يوم 21 أيلول سنة 1842 ميلادي في قصر جراغان في اسطنبول
وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول والسلطانة تيرفجكان ، وعندما بلغ الرابعة والثلاثين تسلم عبد الحميد الثاني العرش العثماني بعد خلع شقيقه مراد الخامس وعمه السلطان عبد العزيز ، ويعد السلطان عبد الحميد الثاني هو السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية والسادس والعشرين من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة ، وبعد تسلمه العرش بفترة قصيرة تم اعلان أول دستور للدولة العثمانية الذي عُرف حينها باسم “القانون الأساسي” .
وقد واجه السلطان عبد الحميد العديد من المشاكل فور اعتلائه العرش ، ولعل أبرز تلك المشاكل كانت اعلان روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 24 أبريل عام 1877 ميلادي ، وفي تلك الأثناء أعلن السلطان تعطيل عمل مجلس المبعوثان – الذي يمثل مجلس النواب اليوم – الى اجل غير مسمى بسبب ظروف الحرب ، وفي عام 1878 وقعت الدولة العثمانية وروسيا معاهدة سان ستيفانو لإنهاء الحرب ، وقد أدت تلك المعاهدة الى ظهور دولة بلغاريا .
وشهدت فترة حكم السلطان عبد الحميد تحسن في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وايفاء الديون العامة للدولة ، وقد أمر السلطان بتشييد خط الحجاز الحديدي الممتد من دمشق الى مكة .
وفي عام 1909 قرر البرلمان برئاسة سعيد باشا انهاء سلطنة عبد الحميد الثاني وتحديدا في يوم 27 نيسان ، وفي اليوم الذي بعده أُبعد عن العرش وتم ارساله مع عائلته الى مدينة “سيلانيك” على متن قطار خاص واستقر في قصر الاتيني في نفس المدينة وامضى وقته هناك في نجارة حيث كانت مهنته المفضلة وكان بارعا فيها .
وبعد الحرب اليونانية العثمانية وبعد اقتراب القوات اليونانية من مدينة “سيلانيك” ، تم نقل السلطان عبد الحميد الى اسطنبول وتمت اقامته في قصر “بيلار بي” وامضى حياته في هذا القصر حتى وفاته في عام 1918 ، وقد أمر السلطان رشاد دفنه في مقبرة السلطان محمود الثاني بعد مراسم تأبين خاصة بالسلاطين .